مصرع 10 أشخاص وفقدان اثنين آخرين جراء الفيضانات في إندونيسيا
مصرع 10 أشخاص وفقدان اثنين آخرين جراء الفيضانات في إندونيسيا
تسببت الفيضانات والانهيارات الأرضية والطينية الناجمة عنها في إندونيسيا في مصرع 10 أشخاص وفقدان اثنين آخرين في جزيرة "جاوة" الرئيسية.
وأفادت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، اليوم الاثنين، نقلاً عن المقدم يودي هاريانتو الذي يرأس عمليات الإنقاذ بأن الأمطار الغزيرة التي أخذت تهطل على البلاد منذ قرابة أسبوع تسببت في حدوث فيضانات على ضفاف الأنهار؛ ما أدى إلى إلحاق أضرار على نطاق واسع بأكثر من 170 قرية في مدينة سوكابومي بمقاطعة جاوة الغربية.
وأشار إلى أن عمال الإنقاذ انتشلوا اليوم عشر جثث في قرى "تيجالبولود" و"سيمبنان" و"شيماس" الأكثر تضررا من بينهم ثلاثة أطفال، مضيفا أن عمال الإغاثة ما زالوا يبحثون عن اثنين من القرويين المفقودين.
ملاجئ مؤقتة
وأضاف هاريانتو أن الانهيارات الأرضية والفيضانات والرياح القوية أجبرت أكثر من ثلاثة آلاف شخص على الفرار من منازلهم والانتقال إلى الملاجئ المؤقتة التي أقامتها الحكومة.
وحثت السلطات الإندونيسية ما يقرب من ألف شخص آخرين على إخلاء منازلهم والانتقال إلى مناطق آمنة حيث إن الطقس السيئ يهدد عشرات المنازل.
وعادة ما تتسبب الأمطار الموسمية في الفترة من أكتوبر إلى مارس في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية بإندونيسيا، وهي أرخبيل يضم 17 ألف جزيرة يعيش فيها ملايين الأشخاص في مناطق جبلية أو بالقرب من سهول الفيضانات الخصبة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر الغليان العالمي".